سورة الواقعة - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الواقعة)


        


{إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (4)}
{إِذَا رُجَّتِ الارض رَجًّا} أي زلزلت وحركت تحريكًا شديدًا بحيث ينهدم ما فوقها من بناء وجبل متعلق بخافضة أو برافعة على أنه من باب الأعمال، أو بدل من {إِذَا وَقَعَتِ} [الواقعة: 1] كما قال به غير واحد، وقال ابن جني. وأبو الفضل الرازي: {إِذَا رُجَّتِ} في موضع رفع على أنه خبر للمبتدأ الذي هو {إِذَا وَقَعَتِ} وليست واحدة منهما شرطية بل هي عنى وقت أي وقت وقوعها وقت رج الأرض، وادعى ابن مالك أن {إِذَا} تكون مبتدأ، واستدل بهذه الآية، وقال أبو حيان: هو بدل من {إِذَا وَقَعَتِ} وجواب الشرط عندي ملفوظ به وهو قوله تعالى: {فأصحاب الميمنة} [الواقعة: 8] والمعنى إذا كان كذا وكذا، فأصحاب الميمنة ما أسعدهم وما أعظم ما يجازون به أي إن سعادتهم وعظم رتبهم عند الله عز وجل تظهر في ذلك الوقت الشديد الصعب على العالم، وقيه بعد.


{وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5)}
أي فتت كما قال ابن عباس. ومجاهد حتى صارت كالسويق الملتوت من بس السويق إذا لتّه، وقيل؛ سيقت وسيرت من أماكنها من بس الغنم إذا ساقها فهو كقوله تعالى: {وَسُيّرَتِ الجبال} [النبأ: 20].
وقرأ زيد بن علي {رُجَّتِ وَبُسَّتِ} بالبناء للفاعل أي ارتجت وتفتتت، وفي كلام هند بنت الخس تصف ناقة بما يستدل به على حملها عينها هاج وصلاها راج، وهي تمشي وتفاج.


{فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا (6)}
{فَكَانَتْ} فصارت بسبب ذلك {هَبَاء} غبارًا {مُّنبَثًّا} متفرقًا، والمراد مطلق الغبار عند الأكثرين، وقال ابن عباس: هو ما يثور مع شاع الشمس إذا دخلت من كوة، وفي رواية أخرى عنه أنه الذي يطير من النار إذا اضطرمت.
وقرأ النخعي منبتًا بالتاء المنطوقة بنقطتين من فوق من البت عنى القطع، والمراد به ما ذكر من البث بالمثلثة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8